دقيقتان

هل تشعر أحياناً أنك مُستهدَف؟ و كأنَّ كل الأمور السيئة تحصُل معَكَ أنتَ فقط؟ هل تجد نفسكَ تتسائل: لِما أنا؟ لماذا تحصل هذه الأمور لي؟ لماذا أخسر أنا وظيفتي فيما يحتفظ الآخرين بوظائفهم؟ لماذا أخسر أناس أحبهُم؟ أبحث عن شريك/شريكة حياة لكن ألتقي بألأشخاص الخطأ و الغير مناسبين في كل مرّة؟ لما أنا يا رب؟ و كأنَّ الله “يستقصد” أن يُفَشِّل كل محاولاتِك للنجاح و الفرح.

في الواقع أنت لست الوحيد الذي يشعر هكذا. أشخاص كثيرون إختبروا نفس الشعور مثلك, حتى أنَّ الكتاب المقدس مليء بقصص أشخاص عاشوا ما تعيشُهُ أنتَ اليوم. فخُذ “أيوب” مثلاً ؛ رجلاً باراً فقد كل ما يملك في ليلة واحدة,؛ أولاده, ممتلكاتهِ. و أصيب هوَ بأفظع الأمراض الجلدية لدرجة أنه قال و هوَ يحدِّث الله, “حتى متى لا تلتفت عنّي و لا ترخيني ريثما أبلع ريقي. أأخطأتُ. ماذا أفعل لكَ يا رقيب الناس.”أيوب ٧: ١٩, ٢۰.

دعني أخبركَ أيضاً عن نعمي. نعمي التي هاجرت مع عائلتها في وقت جوعٍ و فقر, و عادت أدراجها بعد سنين و هي تجرّ ورائها خيبةً و خسارة و كبيرة بعد أن توفي زوجها و ولديها الوحيدين في أرض الغربة. حزنها و عَتَبُها على الله كان كبيراً لدرجةِ أنها قالت للذين رحبوا بها عند عودتها, ” لا تدعوني نعمي بل ادعوني مُرَّة لان القدير قد أمرَّني جدًّا. اني ذهبت ممتلئَةً وأرجعني الرب فارغة. لماذا تدعونني نعمي والرب قد أذلني والقدير قد كسرني” راعوث ١: ٢۰, ٢١.

ما أصعب هذا الكلام! كم منّا شعر بيوم من الأيام أن الله قد كسّرَهُ. و كأنّك تحولت إلى شخصٍ مختلِف, إلى إنسانةٍ أخرى بسبب قسوة يد الله عليك. و كأنَّ الله قصد أن تمر بهذه الأمور الصعبة. لكنّي أريد أن أأكد لك اليوم بغض النظر عن كل الأمور الحاصلة بحياتِك أن الله يحبُك فعلاً. الله ليس ضدُك. نحنُ فعلاً نعيش في أرضٍ مليئةٍ بالشر و المرض و الأحزان, وأحياناً كثيرة يسمح الله بأن ننكسر لأسبابٍ في علمِهِ وحده. لكن تأمَّل في ما قالهُ أيوب “لأنهُ (الله) يجرح و يعصب. يسحق و يداهُ تشفيان” أيوب ٥: ١٨. الله يعرف كيف حطمتكَ الظروف و وحدّهُ القادر أن يجبر الكسور و يعيدك إلى أفضل ما كنتَ عليه. في الحقيقة أن لله يستخدم الكسور و الجروح كي يصنع أمراً مميز جداً في قصتك. فضع ثقتك اليوم بيدِهِ المُحبَّة القادرة أن تعصُب و تَجبُر و تَبني و تُعوِّض.

ميكال حداد